کد مطلب:90560 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:123
أَدْحَضُ مَسْؤُولٍ حُجَّةً، وَ أَقْطَعُ مُغْتَرٍّ[2] مَعْذِرَةً. لَقَدْ أَبْرَحَ جَهَالَةً بِنَفْسِهِ. یَا أَیُّهَا الإِنْسَانُ، مَا جَرَّأَكَ عَلی ذَنْبِكَ، وَ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ، وَ مَا آنَسَكَ بِهَلَكَةِ نَفْسِكَ؟. أَمَا مِنْ دَائِكَ بُلُولٌ، أَمْ لَیْسَ مِنْ نَوْمَتِكَ یَقْظَةٌ؟. أَمَا تَرْحَمُ مِنْ نَفْسِكَ مَا تَرْحَمُ مِنْ غَیْرِكَ[3] ؟. فَلَرُبَّمَا تَرَی الضَّاحِیَ مِنْ حَرِّ[4] الشَّمْسِ فَتُظِلُّهُ، أَوْ تَرَی الْمُبْتَلی بَأَلَمٍ یُمِضُّ جَسَدَهُ، فَتَبْكی رَحْمَةً لَهُ، فَمَا صَبَّرَكَ، أَیُّهَا الْمُبْتَلی[5]، عَلی دَائِكَ، وَ جَلَّدَكَ عَلی مُصَابِكَ، وَ عَزَّاكَ عَنِ الْبُكَاءِ عَلی نَفْسِكَ، وَ هِیَ أَعَزُّ الأَنْفُسِ عَلَیْكَ؟. وَ كَیْفَ لاَ تُوقِظُكَ آیَاتُ نِعَمِ اللَّهِ[6] خَوْفَ بَیَاتِ نِقَمِهِ، وَ قَدْ تَوَرَّطْتَ بِمَعَاصیهِ مَدَارِجَ سَطَوَاتِهِ؟. فَتَدَاوَ مِنْ دَاءِ الْفَتْرَةِ فی قَلْبِكَ بِعَزیمَةٍ، وَ مِنْ كَرَی الْغَفْلَةِ فی نَاظِرِكَ بِیَقْظَةٍ، وَ كُنْ للَّهِ سُبْحَانَهُ[7] مُطیعاً، وَ بِذِكْرِهِ أَنیساً[8]. وَ تَمَثَّلْ فی حَالِ تَوَلّیكَ عَنْهُ إِقْبَالَهُ عَلَیْكَ، یَدْعُوكَ إِلی عَفْوِهِ، وَ یَتَغَمَّدُكَ بِفَضْلِهِ، وَ أَنْتَ مُتَوَلِّ [صفحه 546] عَنْهُ إِلی غَیْرِهِ. فَتَعَالَی اللَّهُ مِنْ قَوِیٍّ مَا أَكْرَمَهُ[9]، وَ تَوَاضَعْتَ مِنْ ضَعیفٍ مَا أَجْرَأَكَ عَلی مَعْصِیَتِهِ، وَ أَنْتَ فی كَنَفِ سِتْرِهِ مُقیمٌ، وَ فی سَعَةِ فَضْلِهِ مُتَقَلِّبٌ، فَلَمْ یَمْنَعْكَ فَضْلَهُ، وَ لَمْ یَهْتِكْ عَنْكَ سِتْرَهُ. بَلْ لَمْ تَخْلُ مِنْ لُطْفِهِ مَطْرِفَ عَیْنٍ، فی نِعْمَةٍ یُحْدِثُهَا لَكَ، أَوْ سَیِّئَةٍ یَسْتُرُهَا عَلَیْكَ، أَوْ بَلِیَّةٍ یَصْرِفُهَا عَنْكَ. فَمَا ظَنُّكَ بِهِ لَوْ أَطَعْتَهُ؟. وَ أَیْمُ اللَّهِ، لَوْ أَنَّ هذِهِ الصِّفَةَ كَانَتْ فی مُتَّفِقَیْنِ فِی الْقُوَّةِ، مُتَوَازِیَیْنِ[10] فِی الْقُدْرَةِ، لَكُنْتَ أَوَّلَ حَاكِمٍ عَلی نَفْسِكَ بِذَمیمِ الأَخْلاَقِ، وَ مَسَاوِئِ الأَعْمَالِ. وَ حَقّاً أَقُولُ: مَا الدُّنْیَا غَرَّتْكَ، وَ لكِنْ بِهَا اغْتَرَرْتَ، وَ مَا الْعَاجِلَةُ خَدَعَتْكَ، وَ لكِنْ بِهَا انْخَدَعْتَ[11]. وَ لَقَدْ كَاشَفَتْكَ الْعِظَاتُ[12]، وَ آذَنَتْكَ عَلی سَوَاءٍ، وَ لَهِیَ بِمَا تَعِدُكَ مِنْ نُزُولِ الْبَلاَءِ بِجِسْمِكَ، وَ النَّقْصِ[13] فی قُوَّتِكَ، أَصْدَقُ وَ أَوْفی مِنْ أَنْ تَكْذِبَكَ أَوْ تَغُرَّكَ. وَ لَرُبَّ نَاصِحٍ لَهَا عِنْدَكَ مُتَّهَمٌ، وَ صَادِقٍ مِنْ خَبَرِهَا مُكَذَّبٌ. وَ لَئِنْ تَعَرَّفْتَهَا فِی الدِّیَارِ الْخَاوِیَةِ، وَ الرُّبُوعِ الْخَالِیَةِ، لَتَجِدَنَّهَا مِنْ حُسْنِ تَذْكیرِكَ، وَ بَلاَغِ مَوْعِظَتِكَ، بِمَحَلَّةِ الشَّفیقِ عَلَیْكَ، وَ الشَّحیحِ بِكَ. وَ لَنِعْمَ دَارُ مَنْ لَمْ یَرْضَ بِهَا دَاراً، وَ مَحَلُّ مَنْ لَمْ یُوَطِّنْهَا مَحَلاً. وَ إِنَّ السُّعَدَاءَ بِالدُّنْیَا غَداً هُمُ الْهَارِبُونَ مِنْهَا الْیَوْمَ. إِذَا رَجَفَتِ الرَّاجِفَةُ، وَ حَقَّتْ بِجَلاَئِلِهَا الْقِیَامَةُ، وَ لَحِقَ بِكُلِّ مَنْسَكٍ أَهْلُهُ، وَ بِكُلِّ مَعْبُودٍ عَبَدَتُهُ، وَ بِكُلِّ مُطَاعٍ أَهْلُ طَاعَتِهِ، فَلَمْ یُجْرَ[14] فی عَدْلِهِ وَ قِسْطِهِ یَوْمَئِذٍ خَرْقُ بَصَرٍ فِی الْهَوَاءِ، وَ لاَ هَمْسُ قَدَمٍ [صفحه 547] فِی الأَرْضِ، إِلاَّ بِحَقِّهِ، فَكَمْ حُجَّةٍ یَوْمَ ذَاكَ دَاحِصَةٌ، وَ عَلاَئِقِ عُذْرٍ مُنْقَطِعَةٌ. فَتَحَرَّ مِنْ أَمْرِكَ مَا یَقُومُ بِهِ عُذْرُكَ، وَ تَثْبُتُ بِهِ حُجَّتُكَ، وَ خُذْ مَا یَبْقی لَكَ مِمَّا لاَ تَبْقی لَهُ[15]، وَ تَیَسَّرْ لِسَفَرِكَ، وَ شِمْ بَرْقَ النَّجَاةِ، وَ ارْحَلْ[16] مَطَایَا التَّشْمیرِ.
.
صفحه 546، 547.